منذ 65 عاماً؛ كان التاجر المستثمر في الإعلام الراحل صالح عبدالله عاشقاً للصحافة وممتهنا لها في بيته العلمي «نموذجية جدة الثانوية»، إذ كان رئيساً لتحرير مجلتي «ألوان» التوثيقية و«الأمل» الأدبية والثقافية والاجتماعية، الصادرتان عن المدرسة ذلك الزمن، في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، رحمه الله.
ولعل ما يؤكد النبوغ الصحفي للطالب صالح كامل (خامسة ـ توجيهي آداب) واهتمامه تلك المقالة «صحافتنا» التي كتبها عام 1377 مخاطباً أفراد المجتمع: «أنت لا تجهل ما للصحافة من أثر بالغ في تقدم الأمم ورقيها، فهي لسان الأمة المعبر عن أغراضها وآرائها، وهي دليل حضارتها، تنبئ للعالم عنها وتنبئها عن العالم وحوادثه، وهي منبر للخطباء والأدباء وأهل الخبرة والسياسة، فهي إذن روضة النفس وهي المنبر الحكيم، ومما يدعو إلى الفرح والاغتباط أن نرى في بلادنا نهضة صحفية ناشئة قائمة على دعائم من الثقافة والأدب الرفيع، وهذه النهضة سائرة في طريقها إلى الاتساع والشمول».
وتحدث عن الصحافة المدرسية في تلك الأيام بتأكيده أنها «تساعد الطالب على القراءة الأدبية العميقة، وتفتح المجال لقلمه فينمو ويترعرع حتى يشب عن الطوق ويصبح ذا شأن في عالم الأدب والصحافة».
نتاج طلابي
كتب صالح كامل في افتتاحية مجلة «ألوان»: «راودتني فكرة إصدار هذا الكتاب، لأعطي صورة واسعة عن مختلف أنواع النشاط الموجود بالمدرسة، وليقف إخواننا الطلبة في بقية أنحاء المملكة على ما وصل إليه إخوانهم في هذا المدرسة، وهكذا اختمرت الفكرة في ذهني، وعرضتها على سيادة مدير المدرسة الأستاذ عبدالله آل الشيخ فوجدت منه تشجيعاً وتعضيداً ساعدني على المضي في هذا السبيل».
وكتب مدير المدرسة عبدالله آل الشيخ عن المجلة: «هذا هو إنتاج أبنائنا لعام 1377 بين أيديكم، وهذا هو الكتاب الذي يضم أفكارهم وأعمالهم ونشاطهم، نقدمه إليك بدون رتوش».
وفي الوقت الذي كتب فيه مدير عام وزارة المعارف ناصر المنقور في مقدمة المجلة عن الطالب صالح كامل (جميل جداً أن أجد طالباً يحرص على إصدار هذه الألوان لتنير الطريق الذي سلكه مع زملائه في قافلة صغيرة منظمة تدرس وتفكر وتقدم إنتاجها في ثوب جميل مبسط)، فإن صالح كامل قال «هذه نماذج مختلفة من أساليب تختلف حسب السن والمعلومات، ولكنها من إنتاجنا نحن الطلبة، كتبناها وبذلنا ما في استطاعتنا من الجهد لنعطيك فكرة عامة عن المدى الذي وصل إليه التعليم في هذا العهد الزاهر الميمون».
صحافة الموت
كادت الصحافة أن تودي بحياة صالح كامل وزملائه عمر منشي وحسن طيب وحمد العقيل، أثناء العمل على إصدار مجلة «ألوان المدرسية».. وفي اختصار للحكاية التي رواها صالح كامل في مجلة «ألوان» عام 1377؛ في إحدى رحلاتهم اليومية من جدة وإلى مكة للحصول على بروفات المجلة من الرسام «أبو النيل»، وأثناء عودتهم مروا لحضور حفلة كانت تقيمها المدرسة العزيزية الثانوية بمكة وخرجوا متأخرين، فاضطر قائد المركبة عمر منشي لزيادة السرعة، وعند وصولهم أم السلم (كيلو 14) انفجر الإطار الخلفي الأيمن للعربة ولم يستطع التحكم في عجلة القيادة، فخرجت عن مسارها إلى مسافة 25 متراً فتقلبت في «الرمل» مرتين، ولولا لطف الله لكانوا في عِداد الأموات، ولم يكن معهم زميلهم الخامس سراج غراب.
تنبؤات طالب
حين تنبأ صالح كامل بمستقبل زاهر لزملائه الذين شاركوا معه في إصدار «ألوان» وتحققت رؤيته بعد سنوات، عندما قال في ختام كلمته الافتتاحية: «قبل أن أستودعك أرجو منك الرفق بهذا الكتاب والاحتفاظ به، فقد يكون لبعض الطلبة المذكورين فيه شأن في المستقبل القريب، وليس ذلك على الله ببعيد».
من أولئك الطلبة الذين كتبوا مقالاتهم في المجلة التي رأس تحريرها صالح كامل وأصبح لهم شأن: عبدالله عمر نصيف «سادسة علمي» في مقالته «الأسلوب العلمي» (نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق)، ومدني عبدالقادر علاقي (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً) في مقالته «قصة من الواقع، وزهير عبدالحفيظ نواب في قصته «الكنز» (رئيس هيئة المساحة الجيولوجية)، ومحمود محمد نشار «سادسة أدبي» بمقالته «أمل... وطموح» (رجل أعمال)، وعبدالمجيد بترجي بعنوان «حب الوطن» (رجل أعمال)، إضافة إلى مقالات للطلبة: عبدالعزيز نصيف، عبدالرحمن نصيف، سراج عمر غراب، عبدالرؤوف عبدربه، محمد عبدالله باشيخ، عبدالرحمن الشبيلي، محمد سعيد بافرط، سراج جميل زمزمي، محمود أحمد أبو العلا، فيصل ناغي، عبدالعزيز سمان، وسعد ناظر، وحسن محمد طيب.
تواجد في المدرسة تلك الأيام عدة أسماء بارزة حالياً، مثل: زهير فايز، وعدنان أبو الفرج، وجميل عبدالعزيز مرزا، وفؤاد زمخشري، وبهجت صادق مفتي.
أما الذين استقطبهم صالح كامل للكتابة حينها في مجلة «ألوان»: مدير عام وزارة المعارف ناصر المنقور، ووزير الحج والأوقاف الأسبق عبدالوهاب عبدالواسع (رئيس مجلس إدارة مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الأسبق)، ومدير نموذجية جدة الثانوية عبدالله آل الشيخ، ووكيلا المدرسة حسين مندورة ومحمد صديق العوضي، والمدير المنتدب للسعودية الثانوية ومعهد المعلمين الابتدائي بجدة عبدالرحمن أحمد برهمين.
وأجرت المجلة برئاسة صالح كامل عدة لقاءات صحفية مع قيادات تعليمية وقتها، مثل: وكيل وزارة المعارف عبدالعزيز آل الشيخ، ومدير تعليم جدة عبدالله بوقس.
ولعل ما يؤكد النبوغ الصحفي للطالب صالح كامل (خامسة ـ توجيهي آداب) واهتمامه تلك المقالة «صحافتنا» التي كتبها عام 1377 مخاطباً أفراد المجتمع: «أنت لا تجهل ما للصحافة من أثر بالغ في تقدم الأمم ورقيها، فهي لسان الأمة المعبر عن أغراضها وآرائها، وهي دليل حضارتها، تنبئ للعالم عنها وتنبئها عن العالم وحوادثه، وهي منبر للخطباء والأدباء وأهل الخبرة والسياسة، فهي إذن روضة النفس وهي المنبر الحكيم، ومما يدعو إلى الفرح والاغتباط أن نرى في بلادنا نهضة صحفية ناشئة قائمة على دعائم من الثقافة والأدب الرفيع، وهذه النهضة سائرة في طريقها إلى الاتساع والشمول».
وتحدث عن الصحافة المدرسية في تلك الأيام بتأكيده أنها «تساعد الطالب على القراءة الأدبية العميقة، وتفتح المجال لقلمه فينمو ويترعرع حتى يشب عن الطوق ويصبح ذا شأن في عالم الأدب والصحافة».
نتاج طلابي
كتب صالح كامل في افتتاحية مجلة «ألوان»: «راودتني فكرة إصدار هذا الكتاب، لأعطي صورة واسعة عن مختلف أنواع النشاط الموجود بالمدرسة، وليقف إخواننا الطلبة في بقية أنحاء المملكة على ما وصل إليه إخوانهم في هذا المدرسة، وهكذا اختمرت الفكرة في ذهني، وعرضتها على سيادة مدير المدرسة الأستاذ عبدالله آل الشيخ فوجدت منه تشجيعاً وتعضيداً ساعدني على المضي في هذا السبيل».
وكتب مدير المدرسة عبدالله آل الشيخ عن المجلة: «هذا هو إنتاج أبنائنا لعام 1377 بين أيديكم، وهذا هو الكتاب الذي يضم أفكارهم وأعمالهم ونشاطهم، نقدمه إليك بدون رتوش».
وفي الوقت الذي كتب فيه مدير عام وزارة المعارف ناصر المنقور في مقدمة المجلة عن الطالب صالح كامل (جميل جداً أن أجد طالباً يحرص على إصدار هذه الألوان لتنير الطريق الذي سلكه مع زملائه في قافلة صغيرة منظمة تدرس وتفكر وتقدم إنتاجها في ثوب جميل مبسط)، فإن صالح كامل قال «هذه نماذج مختلفة من أساليب تختلف حسب السن والمعلومات، ولكنها من إنتاجنا نحن الطلبة، كتبناها وبذلنا ما في استطاعتنا من الجهد لنعطيك فكرة عامة عن المدى الذي وصل إليه التعليم في هذا العهد الزاهر الميمون».
صحافة الموت
كادت الصحافة أن تودي بحياة صالح كامل وزملائه عمر منشي وحسن طيب وحمد العقيل، أثناء العمل على إصدار مجلة «ألوان المدرسية».. وفي اختصار للحكاية التي رواها صالح كامل في مجلة «ألوان» عام 1377؛ في إحدى رحلاتهم اليومية من جدة وإلى مكة للحصول على بروفات المجلة من الرسام «أبو النيل»، وأثناء عودتهم مروا لحضور حفلة كانت تقيمها المدرسة العزيزية الثانوية بمكة وخرجوا متأخرين، فاضطر قائد المركبة عمر منشي لزيادة السرعة، وعند وصولهم أم السلم (كيلو 14) انفجر الإطار الخلفي الأيمن للعربة ولم يستطع التحكم في عجلة القيادة، فخرجت عن مسارها إلى مسافة 25 متراً فتقلبت في «الرمل» مرتين، ولولا لطف الله لكانوا في عِداد الأموات، ولم يكن معهم زميلهم الخامس سراج غراب.
تنبؤات طالب
حين تنبأ صالح كامل بمستقبل زاهر لزملائه الذين شاركوا معه في إصدار «ألوان» وتحققت رؤيته بعد سنوات، عندما قال في ختام كلمته الافتتاحية: «قبل أن أستودعك أرجو منك الرفق بهذا الكتاب والاحتفاظ به، فقد يكون لبعض الطلبة المذكورين فيه شأن في المستقبل القريب، وليس ذلك على الله ببعيد».
من أولئك الطلبة الذين كتبوا مقالاتهم في المجلة التي رأس تحريرها صالح كامل وأصبح لهم شأن: عبدالله عمر نصيف «سادسة علمي» في مقالته «الأسلوب العلمي» (نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق)، ومدني عبدالقادر علاقي (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً) في مقالته «قصة من الواقع، وزهير عبدالحفيظ نواب في قصته «الكنز» (رئيس هيئة المساحة الجيولوجية)، ومحمود محمد نشار «سادسة أدبي» بمقالته «أمل... وطموح» (رجل أعمال)، وعبدالمجيد بترجي بعنوان «حب الوطن» (رجل أعمال)، إضافة إلى مقالات للطلبة: عبدالعزيز نصيف، عبدالرحمن نصيف، سراج عمر غراب، عبدالرؤوف عبدربه، محمد عبدالله باشيخ، عبدالرحمن الشبيلي، محمد سعيد بافرط، سراج جميل زمزمي، محمود أحمد أبو العلا، فيصل ناغي، عبدالعزيز سمان، وسعد ناظر، وحسن محمد طيب.
تواجد في المدرسة تلك الأيام عدة أسماء بارزة حالياً، مثل: زهير فايز، وعدنان أبو الفرج، وجميل عبدالعزيز مرزا، وفؤاد زمخشري، وبهجت صادق مفتي.
أما الذين استقطبهم صالح كامل للكتابة حينها في مجلة «ألوان»: مدير عام وزارة المعارف ناصر المنقور، ووزير الحج والأوقاف الأسبق عبدالوهاب عبدالواسع (رئيس مجلس إدارة مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الأسبق)، ومدير نموذجية جدة الثانوية عبدالله آل الشيخ، ووكيلا المدرسة حسين مندورة ومحمد صديق العوضي، والمدير المنتدب للسعودية الثانوية ومعهد المعلمين الابتدائي بجدة عبدالرحمن أحمد برهمين.
وأجرت المجلة برئاسة صالح كامل عدة لقاءات صحفية مع قيادات تعليمية وقتها، مثل: وكيل وزارة المعارف عبدالعزيز آل الشيخ، ومدير تعليم جدة عبدالله بوقس.